العمر ذاب بصمته والقلب حن لصوته يا دمعتي يا بسمتي في خاطري لك نجمتان من السما. ماشوف اي واحد بس انته صافن بيك عقلي دوخته نورت كوني يا بعد.
كانت الموسيقى في الشعر الجاهلي لا تعدو الترنم في الشعر اما الالات الموسيقية فما كان لها اثرها البارز في تاريخ الموسيقى العربية في العصر الجاهلي اذ كان عربي ذلك الزمان يؤثر سماع الغناء الصوتي على العزف الالي ليتسنى له بذلك تذوق معاني الشعر اما الالة الموسيقية فلا مهمة لها الا مرافقة الغناء الصوتي والتمهيد له.
وبما ان موضوعنا لا يتناول الحرب او الاقتصاد او الدين وانما الموسيقى، لذا نسلط الضوء على هذا الجانب من الصراع الذي يتمثل بصراع الاجيال، وهو الصراع التقليدي والازلي بين القديم والجديد والذي تفرضه حركة التغيير والتطور التاريخي.
والحال اليوم كما الحال بالامس، صراع محتدم بين تيارين، احدهما وهو التيار التجديدي يرى ان الموجود وما يطرح على الساحة في الوقت الحاضر من الوان الموسيقى هو ما يتطلبه تطور العصر، وهو انتقال طبيعي وحتمي لمرحلة تفرض وجودها. وبناء لذلك، لا باس من ان تتخذ الاغنية العربية مثلا مسارا مختلفا عن المسار الموروث.
والاغنية لا تقف عند نقطة معينة، ولا ترتبط بالارث الموسيقي وقوالبه ومقاماته، حتى وان استدعى ذلك الانسلاخ الكلي من الماضي بكل ما فيه من قيم فنية وادبية وثقافية. ونسمع بمن يطالب بتخلي الموسيقى العربية عن “الربع تون” بحجة جعل الاذن الغربية تتقبلها وتستسيغها. في حين يرى التيار المحافظ ان القيمة الفنية في الاغنية العربية هي بالتزامها بقوالب الموسيقى العربية وقواعدها واصولها ومقاماتها، وعدم المساس بها او تطويرها او تحديثها.
فهم يرفضون كل ما هو حديث حتى انهم يرفضون الاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية في اي عمل موسيقي، علما بان هذه التكنولوجيا اصبحت اليوم من اساسيات التوزيع الموسيقي للاغنية العربية.
توجت الموسيقى العربية بالبساطة ’ولم يهمت بها العرب كثيرا كما ان العرب ترجموا وطوروا النصوص والاعمال الموسيقية الاغريقية واتقنوا النظريات الموسيقية الاغريقية.
المصدر: كلمات اغنية حلوين ستار سعد